أسباب منع القطر (2)
يطيب لكثير من الناس الحديث عن البشائر والمرغبات، وينفرون ممن يحذرهم وينذرهم، ولا يحبون من يذكرهم بنصوص الترهيب والتخويف، ولا سيما في موجة التخذيل والإرجاء والتبديل لدين الله تعالى التي تكاد تجتاح العالم الإسلامي في هذا الزمن.
ومن نظر في القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وجد فيهما الوعيد كما فيهما الوعد، وفيهما الترهيب كما فيهما الترغيب، وغالبا ما يُقرن في الكتاب والسنة الوعد بالوعيد، والترغيب بالترهيب {اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة:98] {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ العِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام:165] وفي السنة النبوية روى أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إلا من أَبَى، قالوا: يا رَسُولَ الله، وَمَنْ يَأْبَى؟ قال: من أَطَاعَنِي دخل الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى) ونحو هذا كثير في القرآن الكريم، وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا كان في الناس تقصير في طاعة الله تعالى، وإقبال على المعاصي؛ فإن من النصيحة لهم، والرأفة بهم؛ تذكيرَهم بعذاب الله تعالى؛ لئلا يحيق بهم وهم في غفلتهم؛ فإن أمما ممن سبقونا أسرفوا على أنفسهم بالعصيان فحل بهم عقاب الله تعالى وهم في غفلتهم {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} [الأعراف: 4].
خطبة الشيخ : إبراهيم بن محمد الحقيل